Admin Admin
عدد المساهمات : 98 تاريخ التسجيل : 07/06/2009
| موضوع: رُبَّ امرئ حَتْفُه فيما تمناه الأحد يونيو 21, 2009 8:29 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
رُبَّامرئ حَتْفُه فيما تمناهربّ مُستَعْجَـل فيهالعَطَبورب مُدَرَك فيه الهلاككم يستعجل الواحد مِنّـاالأمانيوكم يتلهّف شوقا إلى تحقيق الْمُرادوكم يسعى لِنيل المطلوبوكم .. وكم ..
كم من فتاة استعجلت الزواج ، فوافقت على أولالْخُطّاب حينما غرّها بِلين الْخِطَاب !
فَسَارَ بِهَا في غياهب المجهول ، وماعلِمت أنه جَهولأما هو فـزلّ وأزلّوضلّ وأضلّأضلّ أهله ، وأهلَكَأهلَهقاد زوجه إلى ما فيه هلاك الدِّين .. وهي تأمل صلاحهفلم يَصلحولكنه فَسَد وأفسَدكم فتاة استعجلت نصيبها .. فلم ترضَ بما قَسَمَالله لها ، بل لم ترض بِحكم ربّهافكان الموت أحب إليها ممن رضيَتْهكمتَسَخَّطَتْ وضعها وتأخّر زواجها ، فلما نالتْ ما تَمَنّت .. تَمنّتالْمَنُونفكان الموت أهون عليها من الْهَوانورُبّ امرئ حَتْفُه فيماتمناهفتاة تزوّجت شاباً فاكتشفت في أسبوعها الأول أنه مُدمِن مُخدِّرات .. فراودها عن نفسها أن تبيع عرضها مُقابل حصوله على الْمُخدِّر ، فلم تتمالكنفسها إلا أن ضربته بِمُثقّل .. فَمات !
وأخرى بعد زواجها بفترة فوجِئت بأنزوجها يَطلب منها السَّفَر معه ، وشَرْطُ السفر خلع جلباب الحياء !
فَفَضّلَتْأن تكون مُطلّقة عن أن تكون مُتَبرِّجة ..
وثالثة رضيتْ شخصا لا يُعرف دِينهولا خُلُقه .. فذاقت الويل ممن تظـنّـه الطَّـلّ !
وهكذا .. رُبّ ساعٍ إلى السَّرَاب يحسبه ماءاً .. فلم يَزده طَلَبالسَّرَاب إلا زيادة في الظمأورُبّ مُتسلِّق يَبحث عن عُشّ فَوَجده كومة قـشّ !إن الْمُستَعجِل حَلِيفه الزللوالمتأني يَبْلُغ دونالمستعجل
قديدرك المتأني بعض حاجته = وقد يكون مع المستعجل الزلل
ورب طالِب للوَلَد ، وفي الولد طُغيان وكُفر .. (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) .
وليس ثَـمّ مثل الصّبر والرِّضا ..
وفيالمستطرف : فمن هَداه الله تعالى بنور توفيقه ألهمه الصبر في مواطنطلباته ، والتّثبّت في حركاته وسكناته ، وكثيرا ما أدرك الصابر مَرامه أوْ كَادَ ،وفَاتَ المستعجل غرضه أو كَادَ .
قال الأشعث بن قيس : دخلت على أمير المؤمنينعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فوجدته قد أثّر فيه صبره على العبادة الشديدةليلا ونهارا . فقلت : يا أمير المؤمنين إلى كم تصبر على مكابدة هذه الشدة ؟فمازادني إلا أن قال :
اصبرعلى مضض الإدلاج في السحر = وفي الرَّوح إلى الطاعات في البكرإني رأيت وفيالأيـام تجـربـة = للصبر عاقبة محمـودة الأثـروقلّ من جَـدّ في أمـرٍ يُؤمّلـه = واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
<table dir="rtl" style="border: 4px none gray; font-family: simplified arabic,tahoma,ms sans serif,verdana,arial,helvetica; font-size: medium;" width="30" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" height="81"><tr><td style="font-family: simplified arabic,tahoma,ms sans serif,verdana,arial,helvetica; font-size: medium; padding-left: 15px; padding-right: 15px;" valign="middle" align="center" nowrap="nowrap"> </td></tr><tr><td style="font-family: simplified arabic,tahoma,ms sans serif,verdana,arial,helvetica; font-size: medium; padding-left: 15px; padding-right: 15px;" valign="middle" align="center" nowrap="nowrap"> </td></tr><tr><td style="font-family: simplified arabic,tahoma,ms sans serif,verdana,arial,helvetica; font-size: medium; padding-left: 15px; padding-right: 15px;" valign="middle" align="center" nowrap="nowrap"> </td></tr></table>
قال : فحفظتها منه ، وألزمت نفسي الصبر في الأمور ، فوجدت بَرَكَةَ ذلك . اهـ .
وفي وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ارضَ بما قَسَم الله لكتكُن أغنى الناس . رواه الإمام أحمد والترمذي .
قال بعض السلف : لو اطّلعابن آدم على ما صُرِف عنه وما قُدِّر له ، ما اختار غير ما اختاره الله له .
قال تعالى : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ)
قال الحسن في معنى الآية : لا تَكْرَهُوا الملمّـات الواقعة ، فَلُرُبّ أمْـرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبّأمْـرٍ تحـبّـه فيه عَطَبُك .
وأنشد أبو سعيد الضرير :
ربّأمْـرٍ تَـتّقِيـه = جـرّ أمْـراً ترتضيهخَفِي المحبوب مِنْـه = وبَـداالمكـروه فيه
روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرَد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يَتَمَنَّى ، فإنهلا يَدرى ما يُكْتَب له من أمنيته .
قال القرطبي :أي من عاقبتها ، فَرُبّ أمنيةيُفْتَتَنُ بها أو يطغى ، فتكون سببا للهلاك دُنيا وأخرى ، لأن أمور الدنيا مُبهمةعواقبها ، خطرة غائلتها ، وأما تَمَنِّي أمور الدين والأخرى فَتَمَنِّيها محمودالعاقبة ، محضوض عليها ، مندوب إليها . اهـ .
قال أبو العتاهية :
ماكل ما يتمنّى المرء يُدرِكه = رُبَّ امرئ حَتْفُه فيما تمناه
وفي كلام العامة : كل تأخيره وفيها خِيرة !
فإلى كل مُستعجِل .. تأنّ فـ :
رُبّ امرئ حَتْفُه فيما تمناهوفي مأثور القول :
إذاكنت مُستعجِلاً فَسِرْ على مَهَل = فربما صادَف المستعجِل الزلل !
يا خفيّ اللطف الْطُف بنا ...
ومِنْ كلِّ خَيرٍ خِـرْلَناالمجمعة 2/5/1426 هـ .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد | zahrat alsawsen |
| |
|