الحب في الله تعالى
بقلم ص/ مصطفى سليمان
الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين..والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
ما كنت لأجهل قط قدر الحب في الله
، وما كنت لأجهل قط أنها عبادة من أرجى ما يتقرب به عبد الى ربه ، لما لها
من شأن عند الله عظيم ، حيث لا يعلم مدى الحب في قلب المتحابين وما يحملون
بين أضلعهم من محبة ورابطة الا الله تعالى وتقدس
ولطالما أحببت وأحبني الناس ، ولطالما عبرت عن حبي وعبر اخواني لي عن حبهم ، وكم تحدثت الى الناس في جلسات خاصة ولقاءات عامةعن الحب في الله ، وكيف سما حتى اختص الله تعالى ذاته العلية بايجاده في القلوب
لكن لأول مرة أذوق فيها الحب في الله
بطعم خاص ومذاق فريد ، مذاق طرب له قلبي أيما طرب ، ودمعت له عيني كما لم
تدمع من قبل ،واهتز حينها كياني من الأعماق ، عندما صافحت اخوة لي في
اللقاء الأخير فبل أن ينتقل بي قدر الله النافذ الى بلد آخر للعمل ...
لقد
كنت يومها وأنا أصافحهم اشعر كأن روحي تصافح أرواحهم ...حينها زادت الغصة
وامتلأت المقل بالدمع...فلما أثقلت عيناي انهمرتا كالسيل الجارف...تحملان
لوعة الألم وروعة الفراق .. أحسست حينها كأني ألفظ أنفاسي الأخيرة ، وكأن
لروحي تنسحب مني رويدا رويدا
وحينها أيضا .. انفجرت عيون اخواني بالبكاء ..وكا ن مشهد..وياله من مشهد ما أحلاه ..وما أقساه..ما أصدقه ... وما أسماه
تحول
البكاء الى نحيب يكاد يقطع نياط القلب ، وألقيت بنفسي بين يدي اخواني ،
وأدركت حينها قيمتهم فكأنهم لي شريان الحياة...وفهمت بوضوح قول الله تعالى
جده
(وألف بين قلوبهم , لوأنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم
, انه عزيز حكيم)
وفي
الآية عبرة....انها مهمة لا يستطيعها نبي مرسل ...ولا النبي الكريم محمد
صلى الله عليه وسلم....انها روح ربانية يقذفها الله تعالى جده في قلوب من
أحب...مهمة لا يسعها ما في الأرض جميعا..لا مال ولا جاه ولا مغنم ولا
سلطان...لا شيئ... الا اكرام الله وتفضله .
هذه القلوب التي كانت يوما متناثرة، ألف الله بينها على اختلاف ابصارها وتفاوت ادراكها
،هذه
الأجساد التي كانت متباعدة..جمع الله بينها على اختلاف منابتها وتنوع
أشكالها ،هذه القناعات وهذه المنطلقات التي كانت متنافرة ....ألفها الله
سبحانه وبحمده فأضحت قلوبا على قلب رجل واحد ..وأصبحت أفهاما على فهم
واحد...وأبدع الخالق تلك المتنافرات فجعلها منظومة في فلك واحد
انه
دين الحق ...ودعوة الحق..وانها بحق لعلامة على الصراط المستقيم وأي دليل
يرتجى بعد ذلك ...وهل تتحرك القلوب وتصطف الأبدان هكذا الا لأهل الملة
المصلحين
بارك الله لي فيهم فما أصفاهم..وحفظهم الله فما أصدقهم...وثبتهم الله فما أكرمهم...
وأنت أخي الفاضل ... هل لك اخوان مثلهم...هلا تذوقت الحب في الله في كنف الصالحين المصلحين...ان في الدنيا لذائذ لا يعرفها الا أهل الآخرة...وان الحب في الله
لذيذة كبرى أدعوك لتتعرف عليها بين اخوان الدعوة وأرباب المساجد...وما
أسعدك أخي حين تجد ذاك الأخ الصديق الصدوق الذي تحبه في الله ....عساك تجد
الظل يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم
*سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ...ومنهم...رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه
موضوع: هكذا علمتني الدعوة-3 
الجمعة يونيو 26, 2009 6:40 pm
